14‏/9‏/2009

و مـرّة أخرى جـاء اليوم الذي أشير إليه دائما ً في حديثي ، و مرّة أخرى أسير في الشارع المألوف ذاتـه حيث الطريق لا زالت تحتفظ بـآثار خطـى ً واثقة لطالبة في المرحلة الثانوية و المدرسة لا زالت على بـُعـْـد شارعين من منزلي ،
ها أنا أسير على ذات الخطوات و لكن تشاء الأقدار و تتبدّل الأدوار سريعا ً ،
بعد قليل سأبدو ثلاثة أرباع معلمـة تمارس المهنة ، نعم أبدو فـرحـة بذلك ، أصبحتُ الآن مدرّسة فصل ، أجمع بين واجباتي التي تفرضها هذه المهنة و بين دراستي في السنة الأخيرة من الجامعة ..

كنتـ ُ أمـرّ كثيرا ً بمدرستي ، و أصمت لا كنتـُ أشير في صمتي إلى مـكان ٍ جميل ٍ صقلني و لا كنتـُ قادرة ً على اعتباره محط ّ خذلاني ، لكني لا أخفي أنّ الشوق كان يشتعل بي في كل عام و لمدة ثلاثة أعوام ، أستيقظ في باكورة طابور الصباح ، أحتل مكانا ً يتسع لي و لذكرياتي من النافذة ، أشتم رائحتها من بعيد ، لقد كانت نفسي تفيض بالذكريات المثيرة و تساؤلي الطريف ذاته - كيف أمكنَ أن يكون للمدرسة رائحة مميزة بالذات في أول يوم من العام الجديد - ..؟!
أستمع لصوت النشيد العذب الذي يسري في الأوصال ، و يصل إلى العمق و أردد بصوت ٍ خافت

مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاء
ُفـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ
والحـياةُ والنـجاةُ والهـناءُ والرجـاءُ
فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ
هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ
سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً
هـــــلْ أراكْ فـي عُـــلاكْ
تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ تبـلـغُ السِّـمَاك
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ
نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى
كالعَـبـيـــــدْ كالعَـبـيـــــدْ
لا نُريــــــدْ لا نُريــــــدْ
ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا
لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ
مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ
مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الحُسَامُ و اليَـرَاعُ لا الكـلامُ والنزاعُ
رَمْــــــزُنا رَمْــــــزُنا
مَـجدُنا و عـهدُنا وواجـبٌ منَ الوَفا
يهُــــــزُّنا يهُــــــزُّنا

عِـــــــزُّنا عِـــــــزُّنا
غايةٌ تُـشَــرِّفُ و رايـةٌ ترَفـرِفُ
يا هَـــنَــاكْ فـي عُـــلاكْ
قاهِراً عِـــداكْ قاهِـراً عِـداك

مَــوطِــنــي
\

أغنيها و أبكي ، تحزنني كثيرا ً و أعـرف لماذا ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق